كيفية التخلص من معاناة الامســـــــــــاك؟

يمكن لتغيير المناخ ونمط العيش أن يسبّبا لنا الإمساك، الانتفاخ وحتّى بعض الآلام مهما كنّا في مأمن، إنّما توجد طريقة لتسهيل هذا العبور المتقلّب عبر الأمعاء. إليكم التفسير!

لا تحبّذ أمعاؤنا تغيّر نمط عيشنا ونمط تناولنا للطعام صيفًا. لنتبنّ الطرق الصحيحة إذاً، لإيجاد الراحة الحقيقيّة لها.

تمالك النفس:


أحياناً، لا يلزمنا الكثير ليتعطّل جهاز هضمنا المدرّب على نمط معيّن. نستقلّ الطائرة الرابعة صباحاً لنكمل عطلتنا بتفاوت كبير في نظام وقتنا، نتجاوز وقت الفطور خلال أيّام بسبب الاستفاقة المتأخّرة، أو نمسك أنفسنا لأنّ حمّامّات المطعم لا تتماشى مع رؤيتنا للنظافة... وهكذا، نفوّت الوقت «المناسب».

تؤدّي عمليّة الإنتظار إلى تزايد الإمساك، فدخولنا إلى الحمّام ليس إلاّ عملاّ لا إراديّاً على الرغم من استجابة صارّتنا ( عضلة عاصرة) لإرادتنا القاضية بتمالك أنفسنا. بالتالي، يبقى البراز على اتّصال بالغشاء المخاطيّ في القولون لمدّة أطول، هذا الغشاء الذي يعمل على إزالة الرطوبة منه بهدف تقليص حجمه، ما يجعله أكثر جفافاً وصعوبةً في الإخراج. دائرة مفرغة فعليّة...

التوقيت:

تعمل أمعاؤنا كالساعة تماماً. لذا من المهمّ أن نسمع لها وأن ندخل إلى الحمّام متى شعرنا بذلك. إليكم بعض الأفكار للدخول إلى الحمّام المتاح لكم براحة بال. تزودوا بفوط مطهّرة تتحلّل إحيائيّاً (biodegradable) ونظفوا الحوض، ولا تنسوا التزوّد بالصابون والمحارم الورقيّة.

هل تزعجكم الحمّامات المصمّمة على النمط التركيّ؟ إنسوا الأمر! تلك الحمّامات أكثر نظافة من الحمّامات العاديّة. أدخلوا إلى الحمّام كلّ يوم في الساعة التي تناسبكم. استعيدوا الروتين الذي تعوّدتم عليه في المنزل، فبعض الناس يذهب إلى الحمّام صباحًا مباشرة بعد شرب فنجان القهوة، والبعض الآخر يحتاج إلى القراءة أوّلاً...

الرياضة:

هل تعانون من ال اضطراب وقلة الحركة؟ تحتاج عمليّة المرور في الأمعاء إلى تحفيز أكبر خلال الرحلات منها في الوقت العادي، وليس أفضل من النشاط الرياضيّ ليقوم بهذا العمل. بما أنّكم في إجازة وتملكون الوقت اللازم، لا يمكن تقديم أيّ عذر! يمكن السباحة، ركوب الدرّاجة، ممارسة كرة المضرب، أو كرة الطائرة، أو القيام بنزهة. يبقى المهمّ التحرك من دون أن يعني ذلك القيام بسلسلة تمارين للمعدة. لكلّ نوع من الرياضة مفاعيله الجيّدة، تساعد التمارين في انقباض عضلات المعدة، ما يسهّل عمليّة المرور. للحصول على نتائج أفضل، أقصدوا أيّ ناد رياضيّ أو مارسوا رياضة المشي عند النهوض صباحًا أو بعد تناول الفطور، ما يساعد في إيقاظ الأمعاء التي استراحت طيلة الليل، ويزيد احتمال دخولكم إلى الحمّام صباحًا.

شعور أفضل:

ليس باستطاعتكم تحمّل فكرة ممارسة الرياضة؟ امشوا نصف ساعة على الأقلّ يوميّاً، وخذوا وقتكم لممارسة تمرين التنفّس البطنيّ هذا في غرفتكم، خمس مرّات يوميّاً. كيف؟ الأمر في غاية السهولة. تخيّلوا أنّكم تحاولون أن تتمالكوا أنفسكم بسبب إلحاح عاجل للدخول إلى الحمّام.

الإنحناء إلى الأمام نحو طاولة أو مغسلة الصحون مع الحرص على إبقاء الظهر في وضع مستقيم ووضع الساعدين على الدعامة، الساعد فوق الآخر وإسناد الجبين عليهما، مع شدّ المؤخّرة من دون إرجاع الرجلين إلى الوراء. يجب أن تشعروا بالتمدّد في أعلى الظهر.

هزّ الخصر ناحيتي الشمال واليمين، اخراج الهواء برويّة من الفم، مع الإبقاء على الظهر مستقيماً.

هل كنتم تعلمون؟

شرب الماء لن يفيدكم في معالجة الإمساك

من المؤكّد أنّه يجدر بنا التفكير في ترطيب جسمنا عندما ترتفع درجات الحرارة. غير أنّ كميّة الماء الإضافيّة لا تعالج الإمساك. إذ يمتصّ المعي الدقيق الماء، ويحجزه في الكليتين قبل أن يقذفه إلى الخارج على شكل البول. إذن، يساعد شرب الماء في الوقاية من التهاب المثانة، لكّنه لا يفيد في التخلّص من الإمساك.

تناول الطعام:

ليس أفضل من الألياف لتحفيز عمليّة المرور في الأمعاء. لكنّ وجودنا في الفندق أو في مخيّم لا يساعدنا في اختيار المأكولات التي نختارها بتأنّ في المنزل. من الصعب أن نطلب خبزاً كاملاً، أو خضاراً جافّة بدلاً من البطاطا المقليّة. علاوة على ذلك، تقلّل بعض الدول الحارّة من أهميّة الخضار النيّئة، العصير الطازج، بعض الفاكهة التي تسهّل عمليّة المرور كقطع البطّيخ. غير أنّ تناول تلك الأطعمة اللذيذة بيدين ملوّثتين يمكن أن يسبّب الإسهال.

ضعوا البسكويت الغنيّ بالنخالة والخوخ الشائك في حقيبتكم ولا تقلقوا إذا لم تتوافر الخضار النيّئة في وجبة الغداء أو العشاء. عوّضوا عن ذلك بتناول كميّة أكبر من الألياف في الوجبات التالية: خضار جافّة (عدس، فاصولياء...)، خضار خضراء مطبوخة (فاصولياء، كوسا، قنّبيط الشتاء...)، فواكه (تفّاح، برتقال، كيوي...)، إلاّ إذا كنتم تعانون من حساسيّة ضدّ أيّ من تلك الأطعمة.

لا تقاطعوا الشوكولا أو الرّز الأبيض أو الموز. لتلك المأكولات سمعة سيّئة، إنّما إذا كانت تناسبكم في العادة، لن تسبّب لكم الإمساك مهما كان ارتفاع المنطقة التي تقصدونها. يمكنكم بالطبع أن توضّبوا بعض الأطعمة الغنيّة بالألياف في حقيبتكم: علبة من البسكويت الغنيّ بالنخالة، مغلّف خوخ، أو وعاء مربّى الخوخ.



أيّ مسهّل يمكن التزوّد به في الحقيبة؟


في حال كنتم عرضة للإمساك طيلة العام، خذوا معكم المسهّل الذي وصفه لكم الطبيب. أمّا إذا كانت مشكلة الإمساك لا تظهر إلاّ في الرحلات، ننصحكم باستشارة الطبيب قبل أن تحضّروا محفظة الأدوية. من المهمّ معرفة أنّ كلّ شخص يتفاعل بطريقة مختلفة مع الدواء، لذا يمكن أن يسبب لكم اعتماد علاج وقائيّ لا يتكيّف مع جسمكم الإسهال.

إنّما يمكنكم تناول ما يسمّى بالمليّن التنافذيّ، لمدّة طويلة وبراحة بال. من الأفضل أن يكون على شكل بودرة تذوّب في الماء.

أمّا محفّزات الأمعاء، تتكون غالباً من النباتات، فتوصف على شكل أقراص. لا يتعيّن أخذها إلاّ عند الضّرورة الملحّة وبصورة دقيقة.